Friday, September 7, 2018

ركوب الخيل في نزلة السمان



ليلة اول يوم عيد فطر 2013 ، لم اري حالة الطقس يومها ، ولكن حدسي يخبرني انها كانت ليله غاب فيها القمر ، لأن الظالم كان حالك عند هضبة الأهرام ، يملأه صخب دبيب ارجل الأحصنة الكثيرة حيث كثير من الشباب والمراهقين ذهبوا لفسحة متمطين الأحصنة ، بدا الجو لي للحظة كأنها حرب عربية قديمة ينقصها السيوف والدروع ، وكنت تسمع أيضا أصوات كرابيج السياس علي الأرض حيث أنها اشارات يرسلها السايس لأحصنته بالجري او التمهل ، فهي تتبع السايس بقدرأكبر ماتتبع أوامر الزبون ، ذهبنا لتبه عالية حيث يوجد خيمة ومولد كهربائي ، وبعض المقاعد العربية البسيطة ، وبعض المشروبات الساخنه ، وبعض المخدرات كانت بحوزتنا (الحشيش ) ..شربنا الشاي والسجائر الملفوفة ، ونادانا السايس بقضاء الوقت ، وحان وقت رحلة الرجوع ، كانت هناك بعض نسمات الهواء ، مع اثر الحشيش ، وأصوات صخب الشباب ، الصاعدين والعائدين بالأحصنة ، كان الجو يبدو جنونيا ولكنه ممتع ، بدأت رحلة العودة ، وفي وسط الصخب بدا لي أن يجب أن أفجر طاقتي ، أن أنطلق بالحصان، فاأخذت ازعق في الحصان وأحسه علي الجري ، وكان من الغريب أن لبي الحصان النداء ، وحدث مالا كنت أتوقعه ، فأنطلق الحصان كالمجنون الهائج بنوبة هوس، وخرج بي عن سرب الأصدقاء والجموع بعيدا عن الساءس ،بدا لي حينها أن الحصان له عضلات كبيره لي لم أكن ألحظها، وأن عروقه انتفضت في جسده ، وأنفه أذداد كبرا ، وانفاسه بدت سريعه متلاحقة من فرط السرعة والجري، وهنا فقدت سيطرتي نهائيا علي الحصان ، فلا شد لجام ينفع ، ولا محاوله الضغط علي بطنه بقدمي تجدي نفعا ، بدت محاولاتي بلا أدني تأثير ، وكنت أعلي الحصان منهك ودبلان وخائف من فرط سرعته وفقدان ثباتي وتوازني عليه، أو كيس فارغ لايعرف ان يقف منتصبا ، وشعرت بالقلق والخطر والضعف وكنت علي وشك السقوط ، كنت وقتها في ممر جبلي زاد من هلعي لأن الحصان لايجري في الممر المستوي ، بل يجري في الجانب الأيمن من الممر ناحية الجبل ، أي بصورة أوضح الحصان يجري علي أرض الجبل المائلة ناحية الممر شعرت وقتها ان الحصان متعمد ان يسقطني من عليه! ، وكنت أتمني أن يهدأ بأي شكل وفي أسرع وقت ، لأني كنت قاربت علي فقدان قوتي تماما ، وأن الموت بدا قريبا ، ومما ذاد الطين بله ، أن الحصان اصطدم بشخص في الممر الجبلي كان يبحث عن شيء وقع منه، والغريب ان الحصان لم يتعثر من الخبطه كان جموحه مستمر كقطار سريع اصطدم بقشة ، وصديق ذلك الشخص أو قريبه لا أعرف ، جري ورائي متوعدا انه سيقتلني علي ما فعلت ويسبني بأفظع الشتائم ، وكنت بلا حيلة ولا قادر علي أن أتحدث ..ولكن كان الحصان أسرع من الشخص الذي يجري خلفي حيث خفت صوت وعيده وسبابه وغاب خلفي .....كان الرعب يملؤني من هول الأحداث وسط ظلام حالك ، ولا أعرف ماينتظرني ، هل سيبحث عني ذلك الشخص وينتقم مني ؟!، أخيرا هدأ الحصان وبدأ يسير بتروي ودخل وسط المنازل القديمة في نزلة السمان ، وبدأ يسير علي تمهل ، إذا رآني بعض الجالسين امام احد المنازل وسخروا من ضعفي الواضح علي الحصان والخوف الذي يسكن ملامحي والحصان الذي بدا لهم هادئا ...سكت ولم أتكلم فهم لم يعرفوا مامررت به...كان تجربة صعبة ومريرة فلم أختبر ذلك الشعور من قبل ، وعندما ركبنا السيارة حكيت لأصدقائي ما حدث بكلمات سريعة كالمجنون .....حتي تبرم أحد الأصدقاء مني ، وأحدهم قال لي انت متأكد أن ذلك حدث ...فسكت لا أعرف ماذا أقول ، وعندما وصلت الي البيت ،دخلت لأستحم ، فوجدت البوكسر أحمر بأثر الدم ، وذلك حدث بفعل الأحتكاك وهبداتي المتوالية فوق الحصان ، وكأن الجلد أحتك بحائط حشن ، فسبب له التقشير والاحمرار ودم بسيط ...هذه تجربة لن أنساها ما حييت ، وأود أن أسجل أن عوامل الأمان في ركوب الأحصنة عند الهرم ليلا ليس لها أدني حساب ، وبشكل كبير أعتقد انه حصلت حوادث جسيمة هناك .

Tuesday, July 7, 2015

أبرز الحوادث الأرهابية اللي حصلت في مصر خلال ال 20 سنة الأخيرة

ابرز الحوادث الأرهابية اللي حصلت في مصر خلال ال 20 سنة الأخيرة :
(1) 17/11/1997 حادث البر الغربي المعروف أعلاميا بمذبحة الأقصر ،أسفر الهجوم عن مصرع 58 سائحا ، أقيل علي أثر هذا الهجوم وزير الداخلية اللواء حسن الألفي . حيث هاجم 6 رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين . وكان لهذه العملية تأثير سلبي على السياحة في مصر .

(2) 7/10/2004 -لاحظ التاريخ- استهداف فندق هيلتون طابا أوقع أكثر من 30 قتيل وعشرات المصابين في ذات التوقيت وبذات الطريقة تم استهداف منتجعين سياحين بمدينة نويبع بعد ستين كيلو متر في أتجاه الجنوب بسيارتين مفخختين .اعلنت الجماعة التي تطلق على نفسها (كتائب التوحيد الإسلامية) مسؤوليتها عن العمليات في بيان نشرته في منتدى "الاصلاح" على الانترنت .

(3) يومي ، 7/4/2005 ، 30/4/2005 تعرضت القاهرة ليومين حامين من العنف في حي خان الخليلي وميدان عبدالمنعم رياض قتل فيهما 3 سياح أجانب وأصيب 18 شخصا بينهم 10 مصريين .

(4) 23/7/2005 -لاحظ التاريخ - ثلاث تفجيرات متزامنة في شرم الشيخ (فندق أبو غزالة ، السوق القديم ، خليج نعمة ) وقوع مايقرب من مئة قتيل وحوالي مئتي مصاب في أكبر حصيلة من الضحايا تشهدها مصر جراء حوادث الأرهاب .

(5) 25/4/2006 شهدت مدينة ذهب بجنوب سيناء سلسلة من التفجيرات ، أسفرت عن أصابة ومصرع العشرات من السياح الأجانب والمصريين .

(6) 22/2/2009 تفجير بحي الحسين بالقاهرة سوق خان الخليلي قرب المشهد الحسيني أسغر عن مقتل فتاة فرنسية تبلغ من العمر 17 عاما وأصابة 25 سائحا بينهم أربعة عشر فرنسيا تتراوح أعمارهم بين 15 : 18 عاما وثلاثة سعوديون وسائح ألماني أضافة إلي أربعة مصريين بينهم أطفال .
* ملحوظة : قد تدهورت أحوال السياحة بشكل مفزع في شبه جزيرة سيناء وقد لمس ذلك أكثر العاملين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حيث تخدم قطاعات كثير علي السياحة واصحاب المنتجعات بشرم الشيخ ونويبع ودهب وسانت كاترين . إلي جانب اللالام التي تركها في نفوس المصابين والمتضربين وأهالي الضحايا .

(7) 1/1/2011 تفجير كنيسة القديسين، تفجير استهدف كنيسة القديسين مار مرقص الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بمنطقة سيدي بشر بمدينة الإسكندرية المصرية صباح السبت 1 يناير 2011 في الساعة 12:20 عشية احتفالات رأس السنة الميلادية. وكان تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قد استهدف كنيسة سيدة النجاة ببغداد سابقاً، وهدد الكنيسة القبطية في مصر بنفس المصير إن لم تطلق سراح كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين.

(8) 28/1/2011 التزامن في حرق أقسام الجمهورية ، وأقتحام السجون. ومن غير المعقول ان يكون ذلك مجرد صدفة ، الذي أدي إلي فراغ أمني عاني منه جميع الشعب المصري وأنتشرت بشكل واضح سرقة السيارات وطلب فدية كمبلغ مالي إلي جانب حوادث أخري كثيرة اضافة إلي سرقات لبعض المولات وتدمير محلات .

(9) 6/8/2012 عمل إرهابي نفذ على الحدود بين مصر وإسرائيل من قبل جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية, والتي أسفرت عن استشهاد 16 ضابطاً وجندياً مصرياً، وإصابة 7 آخرين، بالقرب من معبر كرم أبوسالم، حيث استولى الجناة على مدرعتين تابعتين لقوات الجيش من كمين أمنى، ثم حاولوا اقتحام الحدود مع إسرائيل، حيث تصدى لهم الجيش الإسرائيلي الذي أعلن مقتل 8 منهم، وتبين أن الجناة أتلفوا إحدى المدرعتين بعد استيلائهم على 21 بندقية آلية و30 صندوق ذخيرة منها.
على إثر الحادث بدأت القوات المسلحة والشرطة في 7 أغسطس 2012 تنفيذ عملية أمنية واسعة لضبط المتهمين وكذلك هدم الأنفاق مع غزة. وكانت المرة الأولى منذ اتفاقية كامب ديفيد التي تطأ فيها أقدام جنود الصاعقة المصرية مدعومة بعشرات الدبابات وتحت غطاء من طائرات الأباتشي هذه المنطقة من سيناء.

(10) 19/8/2013 عمل إرهابي نفذ على الحدود بين مصر وإسرائيل في ، من قبل جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية, والتي أسفرت عن استشهاد 25 جندياً مصرياً، وإصابة اثنين آخرين، بعد أن أوقف مسلحون حافلتين تقل الجنود من إجازتهم إلى معسكراتهم بشمال سيناء في رفح وقاموا بإنزال الجنود وقتلوهم.

(11) 24/12/2013 محاولة تفجير مديرية أمن الدقهلية بالمنصورة قتل فيها 11 شخصا وجرح نحو 100 اخرين حسب وزارة الصحة وأعلنت الحكومة يومها إدراج الأخوان جماعة أرهابية . والغريب في ذلك الحادثة أنكار جماعة الأخوان ذلك الحادث ومحاولة ألصاق التهمة للمخابرات !

(12) 24/1/2014 -لاحظالتاريخ- شهدت القاهرة في الساعات الأولي من ذلك الصباح أنفجار هائل هز أرجاء القاهرة حطم واجهة مديرية أمن القاهرة وواجهة متحف الفن الأسلامي وأجزاء من دار الكتب وتحطم بعض الأثار التي لاتقدر بثمن . ضحايا الحادث 4 شهداء ،47 جريح .

(13) أضف إلي ذلك تفجير خط الغاز الواصل بين مصر والاردن واسرائيل وخطوط غاز اخري داخل مصر 30 مرة بدءا من تاريخ 5/2/2011 إلي 31/5/2015

(14) 17/2/2014 انفجار عبوة ناسفة أسفل أتوبيس سياحي بمدينة طابا وقد لقي 3 سواح كوريين مصرعهم بالاضافة لسائق الأتوبيس المصريون أصيب 41 أخرون . جماعة أنصار بيت المقدس أعلنت مسئوليتها عن الحادث .

(15) 19/7/2014 هجوم الفرافرة حيث استشهد 21 ضابطا ومجندا علي اثر انفجار مخزن ذخيرة بعد اطلاق قذائف (ار بي جي ) من الجماعات التكفيرية .

(16) 28/7/2014 عمل أرهابي على الحدود بين مصر وإسرائيل ، من قبل جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية, والتي أسفرت عن استشهاد 4 جنود أمن مركزي مصريين بمنطقة سيدوت، في أولى ليالى شهر رمضان الكريم، بعد أن نصبت مجموعة من العناصر الإرهابية كميناً وهمياً عند منطقة باب سيدوت، وأوقفت سيارتين ماركة «فيرنا»، وسيارة دفع رباعى في وسط الطريق، لإجبار السيارات على التوقف، واطلعوا على البطاقات الشخصية للمواطنين، وتعرفوا على المجندين الأربعة الذين كانوا قادمين من معسكر الأمن المركزى بالأحراش، في طريقهم لقضاء إجازتهم، فقاموا بإنزالهم، وأوقفوهم صفاً واحداً، على طريقة مذبحة رفح الثانية وأطلقوا النار عليهم من الأمام حتى سقطوا جميعاً شهداء، ثم لاذوا بالفرار.

(17) 24/10/2014 هجوم كرم القواديس الذي راح ضحيته 33 جندي وقد تم أستهداف الكمين سيارة مفخخة أدت إلي مقتل 18 جندي ثم تحركت سيارات الدفع الرباعي وأشتبكت مع القوة المتبقية في مواقع الكمين بقذائف ال (ار بي جي ) ودمر الارهابيين دبابة وناقلة جنود . أعلنت الدولة الأسلامية تبنيها للعملية .

(18) 1/7/2015 في نهار شهر رمضان, من قبل جماعة ولاية سيناءالتانبعة للدولة الأسلامية (داعش) الإرهابية بالهجوم على عدد 15من الكمائن الأمنية للقوات المسلحة المصرية بمنطقتي الشيخ زويد ورفح في توقيتات متزامنة، باستخدام عربات مفخخة وأسلحة ذات أعيرة مختلفة, مما أسفر عن استشهاد 17 من عناصر القوات المسلحة المصرية، منهم 4 ضباط وإصابة 13 آخرين، منهم ضابط أثناء قيامهم بأداء واجبهم الوطني. وقامت عناصر القوات المسلحة المصرية بشمال سيناء بمعاونة القوات الجوية بمطاردتهم وتدمير مناطق تجمعاتهم وقتل ما لا يقل عن 100 فرد من العناصر الإرهابية وإصابة أعداد كبيرة، إضافة إلى تدمير 20 عربة كانت تستخدمها تلك العناصر الإجرامية.وحتي يوم 5/7/2015 كان حصيلة قتل الأرهابيين 240 عنصرا بحسب صفحة المتحدث العسكري .

هامش :خلال فترة حكم المجلس العسكري صدرت كثير من قرارات العفو علي الكثير من المحكومين في قضايا إرهابية ، من الموجودين داخل السجون المصرية أو من الهاربين خارج مصر وسمح لهم بالعودة إلي مصر والتوجه إلي سيناء . هذه القرارات كانت تصدر بضغوط كبيرة من جماعة الأخوان المسلمين علي المجلس العسكري الحاكم ، سواء من خلال قدرتها علي الحشد الجماهيري الواسع وتنظيم المظاهرات بالتعاون مع العديد من الكيانات الأسلامية الأخري ، أو من خلال سيطرة الجماعة علي غالبية مقاعد البرلمان الذي تم انتخابة 2011 بالتعاون مع نواب حزب النور السلفي ، وبعد فوز مرسي بمنصب الرئاسة وجلوسة علي مقعد رئيس مصر أصدر قرارت العفو عن أعداد أضافية من المحكومين في قضايا أرهابية وكانوا يقضون فترات محكوميتهم داخل السجون المصرية .

*لم يتم التطرق الي أحداث رابعة العدوية ، والحرس الجمهوري، وحرق مالايقل عن مائة موقع يخص الكنيسة المصرية وبيوت للمسيحين، وأحداث كرداسة، وأحداث العباسية ، وأحداث جامع الفتح برمسيس ، وحادثة الخزان في الأسكندرية ، ولامحاولة أغتيال وزوير الداخلية محمد ابراهيم، ولا محاولة أغتيال عمر سليمان ،ولا مناوشات المطرية المستمرة ، والمناوشات المستمرة في أنحاء الجمهورية ، وتفجير محولات الكهرباء ، ولا أعلام داعش الذي رأيناها في بعض المشاهد داخل مصر ، وأغتيال النائب العام
فلنكتفي بهذا القدر.

Friday, February 1, 2013

أعظم عشرين عبقريا علي مر العصور


1- ليوناردو دافنشي                1519:1452         أيطالي        رسام / مخترع

2-ويليام شكسبير                 1616:1564                بريطاني               كاتب 

3-بناة الأهرام                        2550ق .م             مصريون          معماريون 

4-يوهان وولفجانج فون جوته              1832:1749                ألماني                  كاتب 

5-مايكل أنجلو                  1475 :1564                إيطالي                 رسام 

6-إسحاق نبوتن                 1727:1642                بريطاني              مخترع 

7-توماس جيفرسون                 1826:1743                أمريكي              سياسي

8-الاسكندر الأكبر                 323 ق .م : 356 ق .م        مقدوني                  ملك 

9- فيدياس                   432ق.م : 500 ق.م             بوناني               نحات 

10-ألبرت أينشتين                       1955:1879              ألماني                 عالم 

11-توماس ألفا أدبسون                    1931:1847              أمريكي             مخترع 

12- هوميروس                              القرن ال18              يوناني                 كاتب 

13- أفلاطون                   348 ق.م :428 ق. م            يوناني             فيلسوف 

14- إقليدس                                 300 ق.م               يوناني                  معلم 

15-إليزابيث الأولي                        1533 :1603              بريطانية               ملكة 

16-أرشميدس                       212 ق. م: 287 ق . م       يوناني                   عالم 

17-أرسطو                         322 ق . م : 384 ق .م        بوناني             فيلسوف 

18-فيلبو  برونلسكي                         1446:1377              إبطالي                 رسام 

19-أندرو  كارنيجي                     1918 : 1835            أسكتلندي        رجل صناعة 

20- الأمبراطور تشن الأول               210 ق.م . 259 ق.م         صيني              أمبراطور 

_____________________________________
منقول من كتاب ( تحكم بذاكرتك ) لتوني بوزان 

Saturday, July 7, 2012

من هو الشخص المثقف ؟



هذا المقال منقول من كتاب فن الحياة للكاتب سلامة موسي.

مشكلة الثقافة هي مشكلة الحياة نفسها  لأننا نثقف أنفسنا كي نعيش علي أفضل مستوي / وكي نسعد بالفهم علي أوسع الميادين البشرية والكونية . ونحن نتعلم فنا أو علما كي نحترفه أو نرتزق به ، ولكن التثقيف أكبر من التعلم لأن الثقافة للحياة والرجل الذي يصل إلي أسمي مستويات الثقافة ، هو الرجل الذي يحيا الحياة المثلي ، ويفهم الفهم العام  . ولذلك يجب أن تبقي الثقافة مشكلة أبدية مبسوطة للبحث والتطور الفكري ، تتغير بتغير المجتمعات ، وترتقي بارتقاء المعارف .

ومع أني ألفت كتابا عن ( التثقيف الذاتي ) وكيف يستطيع الإنسان أن يثقف نفسه  ، فأني مازلت أجول في هذا الميدان وأحاول الاسترشاد بالشواغل الجديدة فيه ، وقد قرأت مقالا مسهبا للأستاذ دوبريه  يري القارئ هنا تلخيصا له مع بعض الإيضاحات . وعلي القارئ أن يقرأ هذا المقال وهو يسائل نفسه : ماذا عنده من هذه المعارف  التي يقول الأستاذ دوبريه  أنها ضروريه للرجل المثقف ؟
أقرأ أيها القارئ وأسأل : هل أنت مثقف أو نصف مثقف أو غير مثقف ؟


وأفهم من هذا السؤال أنك تحيا علي المستوي العالمي للحياة ، أو أنك لم تبلغ سوي نصف المسافة إلي هذا المستوي  أو أنك لا لاتحيا  تلك الحياة الإنسانية التي تسمو علي حياة الشهوات ، حياة الحيوان

لقد وضع الأستاذ دوبريه ستة شروط للرجل المثقف :-

أولا : أن يعرف التركيب الطبيعي للعالم  الذي نعيش فيه / أن يحب أن يدرس الطبيعيات والفلكيات . فيعرف المواد والعناصر التي تتألف منها الأرض  والشمس وسائر النجوم أي الشموس . ودراسة  الطبيعيات  والفلكيات  تحتوي الكيمياء وسائر القوي  التي كنا قبل خمسين  نتعلمها  منفصلة مثل المغنطيسية والكهربية  والضوء والحرارة ، أما الآن فهي تعلم معا علي أساس التركيب الذري  ، وقد ربطت المعارف الذرية هذا الكون فنحن  والشمس والنجوم سواء في المواد والعناصر .

نحن وحدة قد انفصلت أجزاؤها والسبيل إلي الوقوف علي هذه الوحدة هو دراسة التركيب الذري .
فما عندك من هذا أيها القارئ  المثقف ؟


والشرط الثاني : أن تعرف أي حيوان أنت من بين هذه الألوف من الحيوانات ، وإلي أي أسرة فيها تنتمي ؟ ثم ما هي الظروف والعوامل التي جعلت الإنسان  أنسانا ؟ وما هي الظروف والعوامل التي تعمل لبقائه أو فنائه ؟

وبكلمة أخري : هل درست تطور الأحياء في الألف مليون سنة ماضية  وعرفت  كيف تكون الإنسان  وكبر المخ وظهرت الغدد الصماء ، وماذا يربطنا بالسمك ، ولماذا فقدنا أذنابنا ؟
أنه تاريخ عظيم وحافل أذا درسته  أذدت إنسانية وعرفت قرابتك للزرافة والسمك واليمام والنعام .
فماذا تعرف من هذا التاريخ ؟






والشرط الثالث للرجل المثقف هو أن يكون قد درس الحركات الكبرى في التاريخ البشري . ونعني بذلك الحركات التي وجهت التاريخ البشري  وجهة أخري  ، أو زادت سرعته  أو فتحت ميادين جديدة للفهم . وهناك حركات ملأت التاريخ ضجيجا واشتعالا ولكن سرعان ما هدأت وانطفأت كما نري في حركة الشقي تيمورلنك أو جنكيز خان ، ولن نخسر شيئا إذا جهلناها . ولكن الحركات الارتقائية البنائية ، التي استنهضت الإنسان إلي التقدم والاقتحام والتي لا يزال أثرها باقيا تحتاج إلي دراسة  ، ومنها اكتشاف المصريين للزراعة فهو اكتشاف أو اختراع أخرج البشر من الغابة إلي التمدن . ومنها أختراع الكتابة  والذي يرجع الفضل فيه إلي المصريين أيضا ، ومنها أيجاد الدين والحكومة  والسنة والشهر والأسبوع ومنها اختراع المطبعة والآلات  ، ثم أخيرا  اكتشاف الذرة وبعد سنين حين تذهب عنا دهشة الذرة  ، سيقسم التاريخ البشري إلي عصرين : الأول عصر الجاهلية قبل الذرة ، ثم عصر الفهم بعد اكتشاف الذرة .


والشرط الرابع للرجل المثقف : أن يعرف النظم التي يعيش بها البشر  ، أي نظام المجتمع  ونظام الحكومة ، أي كيف يتزوج الناس وكيف يتصرفون بالثروة وكيف يوزعونها علي الأفراد  ، وما هي الطرق التي تتبع الارتزاق والتعلم وصيانة الصحة ، ثم كيف يحكم الناس ، وكيف تحل المحاكم مشاكلهم بالعدل أو ما يفهمونه من معني العدل ؟ بل كيف تغيرت المجتمعات البشرية ؟ وما هي الأسباب الأصيلة ، التي تجعل أحدي الأمم راكدة آمنة في حين أن الأخرى ناهضة متقدمة ؟ وهذه الأسئلة تطالبنا بدرس الاجتماع والقوانين والسيكولوجية والأنثربولوجية .


والشرط الخامس : أن يعرف الرجل المثقف أسس القيم البشرية . وهذا يحمله علي درس الأديان والفلسفات قديمها وحديثها ، شرقيها وغربيها ، يجب أن يعرف  ديانة المصريين القدماء وكيف تصوروا النعيم والجحيم ، ومبلغ ما فهموا من معني العدل .وكذلك ديانات الصين والهند وإيران ، واليونان إلي ظهور الأديان التوحيدية الكبرى .
وقريب من الأديان في الاتجاه هو الفلسفات التي حاولت بالتعقل ما حاولنه الأديان بالوحي  / وهذه الفلسفات يجب أن نناقشها بعقل مفتوح منذ سقراط وأرسطو وطاليس إلي جيمس دبوي وبول سارتر .



والشرط السادس والأخير : هو أن يدرس الرجل المثقف البلاغة البشرية أي الآداب والموسيقي والفنون الجميلة . لأن الحياة البليغة تقتضي الإحساس العميق والتصور الجميل ، بحيث نستلهم من الأدباء والفنانين أسلوبا يرقي بنا إلي أن نحيا الحياة الفنية ، فنجعل بيوتنا متاحف ، ونعامل الناس في جمال الكلمة والإيماءة ، ونتذوق روعة الشمس في الغروب  ، وإيقاع الشعر ورصانة النظم وفخامة البناء وجمال الصورة والتمثال .

وخير ما نتعرف به إلي الفنون الجميلة أن نمارسها ، وأن نكون أدباء وفنانين .


هذه هي الشروط الستة للرجل المثقف عند الأستاذ دوبريه فما عندك منها أيها القارئ ؟ وهل أنت تحيا الحياة العميقة البليغة التي يحياها المثقفون  الذين حققوا لأنفسهم هذه الشروط جميعها ؟

فإذا لم تكن كذلك فماذا تنوي أن تفعل بنفسك ، بحياتك ؟

الا تستطيع أن تسارع منذ اليوم في أن تحيا الحياة العميقة البليغة  وأن تعد البرنامج الثقافي لتحقيقها ؟


Thursday, May 24, 2012

خطبة الكنيست - الرئيس الراحل محمد أنور السادات




السيد الرئيس
أيها السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله
والسلام لنا جميعا بإذن الله
السلام لنا جميعا علي الأرض العربية وفي إسرائيل

وفي كل مكان من أرض هذا العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية المضطرب بتناقضاته الحادة 
، المهدد بين الحين والحين بالحروب المدمرة ، تلك التي يصنعها الإنسان  ليقضي بها علي أخيه الإنسان .وفي النهاية وبين أنقاض ما بني الإنسان وبين أشلاء الضحايا من بنو الإنسان فلا غالب ولا مغلوب بل أن المغلوب الحقيقي دائما هو الإنسان أرقي ما خلقه الله الإنسان الذي خلقه الله كما يقول غاندي قديس السلام لكي يسعي علي قدميه يبني الحياة ..ويعبد الله .

وقد جئت إليكم اليوم علي قدمين ثابتين  ، لكي نبني حياة جديدة ، لكي نقيم السلام وكل ما علي هذه الأرض أرض الله كلنا مسلمون ومسيحيون ويهود نعبد الله ولا نشرك به أحدا وتعاليم الله ...ووصاياه.. هي حب وصدق وطهارة وسلام .

وإني ألتمس العذر لكل من أستقبل قراري عندما أعلنت للعالم كله ، أمام المجلس الشعب المصري ، بالدهشة بل بالذهول بل أن البعض قد صورت له المفاجأة العنيفة أن قراري ليس أكثر من مناورة كلامية للاستهلاك أمام الرأي العام العالمي ، بل وصفه بعض آخر أنه تكتيك سياسي لكي أخفي نواي في شن حرب جديدة .

 ولا أخفي عليكم  أن أحد  مساعدي في مكتب رئيس الجمهورية  أتصل في ساعة متأخرة من الليل بعد عودتي إلي بيتي من مجلس الشعب ، ليسألني في قلق وماذا تفعل يا سيادة الرئيس لو وجهت أليك الدعوة فعلا فأجبته بكل هدوء : سأقبلها علي الفور...
 لقد أعلنت إني سأذهب لآخر العالم  سأذهب ألي إسرائيل . لأني أريد أن أطرح الحقائق كاملة أمام  شعب إسرائيل . أني ألتمس العذر لكل من أذهله القرار أو تشكك في سلام نوايا وراء إعلان القرار فلم يكن أحد يتصور أن رئيس أكبر دولة عربية تتحمل العبء الأكبر والمسئولية الأولي في قضية الحرب والسلام ،  في منطقة الشرق الأوسط يمكن أن يعرض قراره بالاستعداد إلي الذهاب إلي أرض الخصم ونحن لا نزال في حالة حرب بل نحن جميعا لا نزال نعاني من أثار أربع حروب قاسية خلال ثلاثين عام  بل أن أسر ضحايا حرب أكتوبر 73 لا تزال تعيش مآسي الترمل وفقد الأبناء واستشهاد الآباء والأخوات .


كما أني كما سبق أن أعلنت من قبل لم أتداول في هذا القرار مع أحد من زملائي وأخوتي رؤساء الدول العربية أو دول المواجهة... ولقد أعترض من أتصل بس منهم بعد إعلان القرار ، لأن حالة الشك الكاملة وفقدان الثقة الكاملة بين الدول العربية والشعب الفلسطيني من جهة وبين إسرائيل من جهة أخري ، لا تزال قائمة في كل النفوس ويكفي أن أشهرا طويلة كان يمكن أن يحل فيها السلام  ، قد ضاعت سدي ، في خلافات ومناقشات لا طائل حول إجراءات عقب مؤتمر جنيف ،  وكلها تعبر عن الشك الكامل ، وفقدان الثقة الكاملة .

ولكنني - أصارحكم  القول بكل الصدق إني اتخذت هذا القرار بعد تفكير طويل ، وأنا أعلم أنه مخاطرة كبيرة لأنه إذا كان الله قد كتب لي قدري أن أتولي المسئولية عن شعب مصر وأن أشارك في مسئولية المصير بالنسبة للشعب العربي وشعب فلسطين فأن أول واجبات هذه المسئولية أن أستنفذ كل السبل لكي أجنب الشعب المصري والعربي وكل الشعب العربي ويلات حروب  أخري محطمة مدمرة لا يعلم مداها إلا الله .

وقد اقتنعت بعد تفكير طويل  ، أن أمانة المسئولية أمام الله ، وأمام الشعب تفرض علي أن اذهب آخر مكان في العالم.. بل أن احضر إلى بيت المقدس ، لأ خاطب أعضاء الكنيست ممثلي شعب إسرائيل بكل الحقائق التي تعتمل في نفسي ، وأترككم بعد ذلك لكي تقرروا لأنفسكم وليفعل الله بنا بعد ذلك ما يشاء .
.
أيها السيدات والسادة :
أن في حياه الأمم والشعوب لحظات يتعين فيها على هؤلاء الذين يتصفون بالحكمة والرؤية الثاقبة أن ينظروا إلى ما وراء الماضي بتعقيداته ورواسبه من اجل انطلاقة جسورة نحو أفاق جديدة.
وهؤلاء الذين يتحملون مثلنا تلك المسئولية الملقاة على عاتقنا هم اول من يجب ان تتوفر لديهم الشجاعة لاتخاذ القرارات المصيرية التي تتناسب مع جلال الموقف ،  ويجب أن نرتفع جميعا فوق جميع صور التعصب وفوق خداع النفس وفوق نظريات التفوق البالية  فمن المهم ألا ننسي أبدا أن العصمة لله وحده ..واذا قولت اننى أريد ان أجنب كل الشعب العربي ويلات حروب جديدة مفجعه ، فأننى  أعلن أمامكم بكل الصدق ،إنني احمل نفس المشاعر واحمل نفس المسئولية لكل إنسان فى العالم وبالتأكيد نحو الشعب الإسرائيلي.

ضحية الحرب :الإنسان
إن الروح التي تزهق في الحرب ، هي روح إنسان ، سواء كان عربيا أو اسرائليا ..إن الزوجة التي تترمل .. هي إنسانه من حقها أن تعيش في أسرة سعيدة سواء كانت عربية  أو إسرائيلية .


إن الأطفال الأبرياء الذين يفقدون رعاية الآباء وعطفهم هم أطفالنا جميعا . علي أرض العرب  ، أو في إسرائيل  لهم علينا المسئولية الكبرى في أن نوفر لهم الحاضر الهانئ والغد الجميل ..


من أجل كل هذا ، ومن أجل أن نحمي حياة أبنائنا وإخواننا جميعا .
من أجل  أن تنتج مجتمعاتنا ، وهي آمنة مطمئنة ...من أجل تطور الإنسان وإسعاده وإعطائه حقه في الحياة الكريمة ، من أجل مسئوليتنا أمام الأجيال المقبلة . من أجل بسمة كل طفل يولد علي أرضنا .
من أجل كل هذا اتخذت قراري أن أحضر إليكم – رغم كل المحاذير – لكي أقول كلمتي ..
ولقد تحملت وأتحمل متطلبات المسئولية التاريخية ، من أجل ذلك أعلنت من قبل ومنذ أعوام وبالتحديد في 4 فبراير 1971 ، أنني مستعد لتوقيع أتفاق سلام مع إسرائيل ، وكان هذا هو أول إعلان يصدر من مسئول عربي منذ أن بدأ الصراع العربي الإسرائيلي وبكل هذه الدوافع التي تفرضها مسئولية القيادة أعلنت في السادس عشر من أكتوبر وأمام مجلس الشعب المصري ، الدعوة إلي مؤتمر دولي يتقرر فيه السلام العادل الدائم ,


ولم أكن في ذلك الوقت في وضع من يستجدي السلام ، أو يطلب وقف النار .وبهذه الدوافع كلها ، التي يلزم بها الواجب التاريخي ، والقيادي وقعنا أتفاق فك الاشتباك الأول ، ثم اتفاق فك الاشتباك الثاني في سيناء . ثم سعينا نطرق الأبواب المفتوحة والمغلقة لإيجاد طريق معين نحو سلام  دائم عادل وفتحنا قلوبنا لشعوب العالم  كله لكي تتفهم دوافعنا ، وأهدافنا ، ولكي نقتنع فعلا أننا دعاة عدل ، وصناع سلام .


وبهذه الدوافع كلها ، قررت أن أحضر إليكم ، بعقل مفتوح وقلب مفتوح وإرادة واعية ، لكي نقيم السلام الدائم القائم علي العدل .


وشاءت المقادير أن تجيء رحلتي إليكم ، رحلة السلام ، في يوم العيد الإسلامي الكبير عيد الأضحى المبارك عيد التضحية والفداء ، حين أسلم إبراهيم عليه السلام  ، جد العرب واليهود . أقول حين أمره الله ، وتوجه إليه بكل جوارحه لا عن ضعف بل عن قوة روحية هائلة وعن اختيار حر للتضحية بفلذة كبده ... بدافع من إيمانه الراسخ الذي لا يتزعزع بمثل عليا تعطي الحياة مغزى عميقا  . ولعل هذه المصادفة تحمل معني جديدا ، في نفوسنا جميعا ، لعله يصبح أملا حقيقيا في تباشير الأمن والأمان والسلام .


أيها السيدات والسادة : دعونا نتصارح ، بالكلمة المستقيمة ، والفكرة الواضحة  التي لا تحمل أي التواء . دعونا نتصارح اليوم والعالم كله بغربه وشرقه  يتابع هذه اللحظات الفريدة . التي يمكن أن تكون نقطة تحول جذري في مسار التاريخ في هذه المنطقة من العالم  ، إن لم يكن في العالم كله .
دعونا نتصارح ونحن نجيب عن السؤال الكبير : كيف يمكن أن نحقق السلام الدائم العادل .

لقد جئت إليكم أحمل جوابي الواضح الصريح علي هذا السؤال الكبير  ، لكي يسمعه الشعب في إسرائيل  ، ولكي يسمعه العالم أجمع  ، ولكي يسمعه أيضا كل أولئك الذين تصل أصوات دعوات أصواتهم المخلصة إلي أذني  ، أملا في أن تتحقق في النهاية  النتائج التي يرجوها الملايين من هذا الاجتماع التاريخي .  
وقبل أن أعلن لكم جوابي  ، أرجو أن أؤكد لكم  ، أني أعتمد في هذا الجواب الواضح الصريح  ، علي عدة حقائق لا مهرب لأحد من الاعتراف بها
n    الحقيقة الأولي : أنه لا سعادة لأحد علي حساب شقاء الآخرين .
n    الحقيقة الثانية : إني لم أتحدث  ، ولن أتحدث بلغتين ولن أتعامل بسياستين  ولست أتعامل مع أحد  ، إلا بلغة واحدة  ، وسياسة واحدة ، ووجه واحد .
n    الحقيقة الثالثة : إن المواجهة المباشرة  وأن الخط المستقيم هما أقرب الطرق وأنجحها للوصول إلي الهدف الواضح .
n    الحقيقة الرابعة : إن دعوة السلام  الدائم العادل ، المبني علي احترام قرارات الأمم المتحدة  ، أصبحت اليوم دعوة العالم كله  ، وأصبحت تعبيرا واضحا عن إرادة المجتمع الدولي  ، سواء في العواصم  الرسمية  التي تصنع  السياسة وتتخذ القرار  ، أو علي مستوي  الرأي العام العالمي الشعبي ، ذلك الرأي العام  الذي يؤثر في صنع السياسة واتخاذ القرار .
n    الحقيقة الخامسة : ولعلها أبرز الحقائق وأوضحها أن الأمة العربية لا تتحرك في سعيها من أجل السلام الدائم العادل من موقع ضعف أو اهتزاز ، بل أنها علي العكس تماما تملك من مقومات القوة والاستقرار ما يجعل كلمتها نابعة من إرادة صادقة نحو السلام  ، صادرة عن إدراك حضاري بأنه لكي نتجنب كارثة محققة ، علينا وعليكم وعلي العالم كله  ، فإنه لا بديل عن إقرار سلام عادل  ، لا تزعزعه الأهواء ولا تعبث به الشكوك  ، ولا يهزه سوء المقاصد  أو التواء النوايا .
من واقع هذه الحقائق  ، التي أردت أن أضعكم في صورتها  ، كما أراها  ، أرجو أيضا  أن أحذركم بكل الصدق ، أحذركم من بعض الخواطر  التي يمكن أن تطرأ علي أذهانكم .
إن واجب المصارحة يقتضي أن أقول لكم ما يلي :

أولا : أني لم أجئ إليكم لكي أعقد اتفاقا منفردا بين مصر وإسرائيل .
ليس هذا واردا في سيادة مصر ، فليست المشكلة هي مصر وإسرائيل  ، وأي سلام منفرد بين مصر وإسرائيل أو بين أية دولة  من دول المواجهة وإسرائيل فإنه لن يقيم السلام الدائم العادل في المنطقة كلها  ، بل أكثر من ذلك  ، فإنه حتى لو تحقق السلام بين دول المواجهة كلها وإسرائيل  ، بغير حل عادل للمشكلة الفلسطينية فإن ذلك لن يحقق أبدا السلام الدائم العادل الذي يلح العالم كله اليوم عليه .

ثانيا : إنني لم أجئ إليكم لكي أسعي إلي سلام جزئي ، بمعني أن ننهي حالة الحرب في هذه المرحلة . ثم نرجئ المشكلة برمتها إلي مرحلة تالية .
فليس هذا هو الحل الجذري الذي يصل بنا إلي السلام الدائم .
ويرتبط هذا أنني لم أجئ إليكم ، لكي نتفق علي فض اشتباك ثالث في سيناء .
أو في سيناء والجولان والضفة الغربية ، فإن هذا يعني إننا نؤجل فقط اشتعال الفتيل إلي أي وقت مقبل .
بل هو يعني ، أننا نفتقد شجاعة مواجهة السلام  ، وأننا أضعف من أن نتحمل أعباء ومسئوليات السلام الدائم العادل .
لقد جئت إليكم اليوم ، لكي نبني معا ، السلام الدائم العادل  حتى لا تراق نقطة دم واحدة  من جسد عربي أو إسرائيلي .
ومن أجل هذا أعلنت إني مستعد أن أذهب إلي آخر العالم .

وهنا أعود إلي الإجابة علي السؤال الكبير : كيف نحقق السلام العادل ؟
في رأي ... وأعلنها من هذا المنبر للعالم كله . أن الإجابة ليست مستحيلة ولا هي بالعسيرة علي الرغم من مرور أعوام طويلة ...من ثأر الدم ...والأحقاد والكراهية ..وتنشئة أجيال علي القطيعة الكاملة والعداء المستحكم .
الإجابة ليست عسيرة ولا هي مستحيلة ، إذا طرقنا  سبيل الخط المستقيم بكل الصدق والأيمان .
أنتم تريدون العيش معنا في هذه المنطقة من العالم .
وأنا أقول لكم بكل الإخلاص : أننا نرحب بكم بيننا ...بكل الأمن والأمان .
إن هذا في حد ذاته يشكل نقطة تحول هائلة ...من علامات تحول تاريخي حاسم ..
لقد كنا نرفضكم ، وكانت لنا أسبابنا ودعواتنا ...نعم ...
لقد كنا نرفض الاجتماع بكم ...في أي مكان ...نعم ...
لقد كنا نصفكم بإسرائيل المزعومة ...نعم ...
لقد كانت تجمعنا المؤتمرات  أو المنظمات الدولية ، وكان ممثلونا ولا يزالون لا يتبادلون التحية والسلام ...نعم ...
حدث هذا ..ولا يزال يحدث
لقد كنا نشترط لأي مباحثات وسيطا يلتقي بكل طرف علي إنفراد ..نعم
هكذا تمت مباحثات فض الاشتباك الأول ...وهكذا أيضا تمت مباحثات فض الاشتباك الثاني .
كما أن ممثلينا ألتقوا في مؤتمر جنيف الأول ، دون تبادل كلمة مباشرة .
نعم ...
هذا حدث ...
ولكنني أقول لكم اليوم ...أعلن للعالم كله ...إننا نقبل بالعيش معكم في سلام دائم وعادل ...ولا نريد أن نحيطكم أو تحيطونا بالصواريخ المستعدة للتدمير أو بقذائف الأحقاد والكراهية .
ولقد أعلنت أكثر من مرة . إن إسرائيل أصبحت حقيقة واقعة أعترف بها العالم  ، وحملت القوتان العظميان مسئولية أمنها وحماية وجودها .
ولما كنا نريد السلام فعلا وحقا فإننا نرحب بأن تعيشوا بيننا في أمن وسلام فعلا وحقا ...
لقد كان بيننا وبينكم جدار ضخم مرتفع حاولتم أن تبنوه علي مدي ربع قرن من الزمان  ، ولكنه تحطم في عام 1973 ، كان جدارا من الحرب النفسية  المستمرة في التهابها وتصاعدها .
كان جدارا من التخويف  بالقوة القادرة علي اكتساح الأمة العربية من أقصاها إلي أقصاها .
كان جدارا من الترويج بأننا أمة تحولت إلي جثة بل حراك ..بل أن منكم  ممن قال إنه حتى بعد مضي خمسين عاما  مقبلة ، فلن تقوم للعرب قائمة من جديد  كان جدارا يهدد دائما بالذراع الطويلة  القادرة علي الوصول إلي موقع وإلي أي بعد .
كان جدارا يحذرنا من الإبادة والفناء إذا نحن حاولنا أن نستخدم حقنا المشروع في تحرير أرضنا المحتلة .
وعلينا أن نعترف معا . بأن هذا الجدار قد وقع وتحطم في عام 1973 . ولكن بقي جدار آخر .
هذا الجدار الآخر  ، يشكل حاجزا نفسيا معقدا بيننا وبينكم .
حاجزا من الشكوك حاجزا من النفور  ، حاجزا من خشية الخداع حاجزا من الأوهام حول أي تصرف أو فعل أو قرار ، حاجزا من التفسير الحذر الخاطئ لكل حدث أو حديث .
وهذا الحاجز النفسي هو الذي عبرت عنه ، في تصريحات رسمية  ، بأنه يشكل سبعين في المائة من المشكلة .
وإني أسألكم اليوم – بزيارتي لكم – لماذا لا نمد أيدينا بصدق وإيمان وإخلاص ، لكي نحطم هذا الحاجز معا ؟
لماذا لا تتفق إرادتنا ، بصدق وإيمان وإخلاص ، لكي نزيل معا كل شكوك الخوف والغدر والتواء المقاصد وإخفاء حقائق النوايا ؟

لماذا لا نتصدى معا بشجاعة الرجال  ، وبجسارة الأبطال اللذين يهبون حياتهم لهدف أسمي ؟
لماذا لا نتصدى معا بهذه الشجاعة والجسارة لكي نقيم صرحا شامخا للسلام يحمي ولا يهدد ...يشع لأجيالنا القادمة أضواء الرسالة الإنسانية نحو البناء والتطور ورفعة الإنسان ؟
لماذا نورث هذه الأجيال نتائج سفك الدماء ...وإزهاق الأرواح  ، وتيتيم الأطفال  وترمل الزوجات  ، وهدم الأسر ، وأنين الضحايا ؟
لماذا لا نؤمن بحكمة الخالق أوردها في أمثال سليمان الحكيم :
( الغش في قلب الذين يفكرون في الشر ، أما المبشرون بالسلام فلهم فرح ) ، ( لقمة يابسة ومعها سلام  ، خير من بيت ملئ بالذبائح مع الخصام )
لماذا لا نردد معا من مزامير داود النبي .
( إليك يا رب أصرخ ..أسمع صوت تضرعي إذا استغثت بك ، وأرفع يدي إلي محراب قدسك ، لا تجذبني مع الأشرار  .ومع فعلة الإثم  ، المخاطبين  أصحابهم بالسلام والشر في قلوبهم  ، أعطهم حسب فعلهم  ، وحسب شر أعمالهم  ، أطلب السلامة وأسعى وراءها )

أيها السادة :
الحق أقول لكم أن السلام لن يكون أسما علي مسمي ما لم يكن قائما علي العدالة وليس علي احتلال أرض الغير .
ولا يسوغ أن تطلبوا لأنفسكم ماتنكرونه علي غيركم .
وبكل صراحة . وبالروح التي حدت بي إلي القدوم إليكم أقول لكم : إن عليكم  أن تتخلوا نهائيا عن أحلام الغزو  وأن تتخلوا أيضا عن الاعتقاد بأن القوة هي خير وسيلة للتعامل مع العرب .
إن عليكم أن تستوعبوا جيدا دروس المواجهة بيننا وبينكم فلن يجديكم التوسع شيئا .
ولكي نتكلم بوضوح فإن أرضنا لا تقبل المساومة ، وليست عرضة الجدل .
إن التراب الوطني  والقومي يعتبر لدينا في منزلة الوادي المقدس  طوي الذي كلم فيه الله موسي عليه السلام  (ولا يملك أي منا ولا يقبل . أن يتنازل عن شبر واحد منه ، أو أن يقبل مبدأ الجدل والمساومة عليه )

والحق أقول لكم أيضا : أن أمامنا اليوم الفرصة السانحة للسلام وهي فرصة لا يمكن أن يجود بمثلها الزمان إذا كنا جادين حقا في النضال من أجل السلام .
وهي فرصة لو أضعناها أو بددناها فلسوف تحل بالمتآمر عليها ، لعنة الإنسانية ولعنة التاريخ .
ما هو السلام بالنسبة لإسرائيل ؟ أن تعيش في المنطقة مع جيرانها العرب ... في أمن واطمئنان ...
هذا منطق أقول له نعم ..
أن تعيش إسرائيل في حدودها ،آمنة من أي عدوان ؟
هذا منطق أقول له نعم ..
أن تحصل إسرائيل علي كل أنواع الضمانات التي تؤمن لها هاتين الحقيقتين
هذا مطلب أقول له نعم
بل إننا نعلن إننا نقبل كل الضمانات الدولية التي تتصورونها وممن ترضونه أنتم .
نعلن إننا نقبل كل الضمانات التي تريدونها من القوتين العظميين ، أو من أحداهما ، أو من الخمسة الكبار ، أو من بعضهم .
وأعود فأعلن بكل الوضوح أننا قابلون بأي ضمانات ترتضونها لأننا في المقابل  ، سنأخذ نفس الضمانات .
خلاصة القول إذن عندما نسأل : ما هو السلام بالنسبة لإسرائيل ؟
يكون الرد  هو أن تعيش إسرائيل في حدودها مع جيرانها العرب ، في أمن وأمان  وفي أطار كل ما ترتضيه من ضمانات يحصل عليها الطرف الآخر .
أني أحي أصواتا إسرائيلية ...طالبت بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وصولا إلي السلام وضمانا له .

ولذلك فإني أقول لكم أيها السيدات والسادة  أنه لا طائل من وراء عدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني  وحقوقه في أقامة دولته وفي العودة .

لقد مررنا نحن العرب بهذه التجربة من قبل ...معكم ...ومع حقيقة الوجود الإسرائيلي  وأنتقل بنا الصراع ...من حرب إلي حرب ...ومن ضحايا إلي مزيد من الضحايا حتى وصلنا اليوم – نحن وأنتم – إلي حافة هاوية رهيبة وكارثة مروعة  إذا نحن لم نغتنم  اليوم معا فرصة السلام الدائم والعادل .
عليكم أن تواجهوا الواقع مواجهة شجاعة كما واجهته أنا .
ولا حل لمشكلة أبدا بالهروب منها أو التعالي عليها .
ولا يمكن أن يسفر سلام بمحاولة فرض أوضاع وهمية ...أدار لها العالم كله ظهره ..وأعلن نداءه الجماعي بوجوب احترام الحق والحقيقة .
ولا داعي للدخول في الحلقة المفرغة مع الحق الفلسطيني ...ولا جدوى من خلق العقبات ..إلا أن تتأخر مسيرة السلام ...أو أن يقتل السلام .
وكما قلت لكم ..فلا سعادة لأحد علي حساب شقاء الآخرين ..كما أن المواجهة المباشرة والخط المستقيم هما أقرب الطرق وانجحها للوصول إلي الهدف الواضح والمواجهة المباشرة للمشكلة الفلسطينية ...واللغة الواحدة لعلاجها نحو سلام دائم عادل هي في أن تقوم دولتهم .

ومع كل الضمانات الدولية التي تطلبونها فلا يجوز أن يكون هناك خوف من دولة وحيدة وليدة تحتاج إلي معونة من كل دول العالم لقيامها ...وعندما تدق أجراس السلام فلن توجد يد لتدق طبول الحرب وإذا وجدت فلن يسمع لها صوت .
وتصوروا معي اتفاق سلام يقوم علي :
أولا : إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت في عام 1967.
ثانيا : تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته .
ثالثا : حق كل دولة  المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقق الأمن للحدود الدولية ، بالإضافة إلي الضمانات الدولية المناسبة .
رابعا : تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ، وبصفة خاصة عدم الالتجاء إلي القوة ..وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية .
خامسا : إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة .

أيها السيدات والسادة .
إن السلام ليس توقيعا علي سطور مكتوبة ، إن كتابة جديدة للتاريخ .
إن السلام ليس مباراة في المناداة به للدفاع عن أية شهوات أو لستر أية أطماع ، فالسلام في جوهرة نضال جبار ضد كل الأطماع والشهوات .
ولعل تجارب التاريخ القديم والحديث تعلمنا جميعا ، أن الصواريخ والبوارج والأسلحة النووية لا يمكن أن تقيم الأمن ولكنها علي العكس تحطم كل ما يبنيه الأمن .

وعلينا :
من أجل شعوبنا .
من أجل حضارة صنعها الإنسان ، أن نحمي الإنسان في كل مكان ...من سلطان قوة السلاح .
علينا أن نعلي سلطان الإنسانية بكل قوة القيم والمبادئ التي تعلي مكانة الإنسان .
وإذا سمحتم لي أن أتوجه بندائي من هذا المنبر إلي شعب إسرائيل فأنني أتوجه بالكلمة الصادقة الخالصة إلي كل رجل وامرأة وطفل في إسرائيل ...أنني أحمل إليكم من شعب مصر  الذي يبارك هذه الرسالة المقدسة من أجل السلام . أحمل إليكم رسالة السلام رسالة شعب مصر الذي لا يعرف التعصب ، والذي يعيش أبناؤه مسلمين ومسيحيين ويهود بروح المودة والحب والتسامح .
هذه هي مصر التي حملني شعبها أمانة الرسالة المقدسة ..رسالة الأمن والأمان والســــلام .
فيا كل رجل وامرأة وطفل في إسرائيل شجعوا قيادتكم علي نضال السلام ، ولتتجه الجهود إلي بناء صرح شامخ للسلام ، بدلا من بناء القلاع والمخابئ المحصنة  بصواريخ الدمار .
قدموا للعالم كله ، صورة الإنسان الجديد ، في هذه المنطقة من العالم ، لكي يكون قدوة لإنسان العصر ...إنسان السلام في كل موقع ومكان .

بشروا أبناءكم ..أن ما مضي ، هو آخر الحروب ونهاية الآلام وإن ما هو قادم هو البداية الجديدة ، الحياة الجديدة حياة الحب والخير والحرية والسلام
ويا أيتها الأم الثكلى
ويا أيتها الزوجة المترملة
ويا أيها الابن الذي فقد الأخ والأب
يا كل ضحايا الحروب .
أملئوا الصدور والقلوب ، بآمال السلام ....أجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر ..أجعلوا الأمل دستور عمل ونضال ...وإرادة الشعوب هي إرادة الله ...

أيها السيدات والسادة .

قبل أن أصل إلي هذا المكان ، توجهت بكل نبضة في قلبي  ، وبكل خلجة في ضميري ، إلي الله سبحانه وتعالي ، وأنا أؤدي صلاة العيد في المسجد الأقصى وأنا أزور  كنيسة القيامة توجهت إلي الله سبحانه وتعالي بالدعاء أن يلهمني القوة : وأن يؤكد يقين إيماني  بأن تحقق  هذه الزيارة أهدافها التي أرجوها من أجل حاضر سعيد  ، ومستقبل أكثر سعادة .

لقد اخترت أن أخرج علي كل السوابق  والتقاليد التي عرفتها الدول المتحاربة ، ورغم أن احتلال الأراضي العربية  لازال قائما ، بل كان إعلاني عن استعدادي للحضور إلي إسرائيل مفاجأة كبري هزت كثيرا من المشاعر  ، وأذهلت كثيرا من العقول ، بل شككت في نواياها بعض الآراء  ، برغم كل ذلك  استلهمت القرار بكل صفاء الأيمان وطهارته وبكل التعبير الصادق عن إرادة شعبي ونواياه واخترت هذا الطريق الصعب ، بل أنه في نظر الكثيرين أصعب طريق .
اخترت أن أحضر إليكم ...بالقلب المفتوح والفكر المفتوح .
اخترت أن أعطي هذه الدفعة لكل الجهود العالمية المبذولة من أجل السلام ...
واخترت أن أقدم لكم – وفي بيتكم – الحقائق المجردة من الأغراض والأوهام .
لا لكي أناور .
ولا لكي أكسب جولة ، أخطر الجولات والمعارك في التاريخ المعاصر .
معركة السلام العادل والدائم .
إنها ليست معركتي فقط ، ولا هي معركة القيادات ، في إسرائيل .
ولكنها معركة كل مواطن علي أرضنا جميعا ، من حقه أن يعيش في سلام ...
إنها التزام الضمير والمسئولية في قلوب الملايين .
ولقد تسائل الكثيرون ، عندما طرحت هذه المبادرة عن تصوري لما يمكن إنجازه في هذه الزيارة وتوقعاتي منها .
وكما أجبت السائلين ، فإنني أعلن أمامكم إني لم أفكر في القيام بهذه المبادرة  من منطلق ما يمكن تحقيقه أثناء الزيارة وإنما جئت هنا لكي أبلغ  رسالة ألا هل بلغت اللهم فأشهد .
اللهم أني أردد مع زكريا قوله ( الحق والسلام ) .
واستلهم آيات الله العزيز الحكيم حين قال : (( قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل علي إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أؤتي موسي وعيسي والنبيون من ربهم ، لانفرق بين أحد منهم ، ونحن له مسلمون ))
                                                  صدق الله العظيم
والسلام عليكم .
                                       
             

Saturday, February 13, 2010

أمنح نفسك مناعة ضد الشدائد



إذا كنت تحاول بكد تجنب كل شئ محزن أو مؤلم في حياتك ،،فأنك تضع سعادتك في خطر عن طريق الفزع الدائم من فكرة

أن عقبة لايمكن تجنبها علي وشك الظهور أمامك ز توقف عن العيش بهذه الطريقة الي الأبد . ضع هدفا : حفز قوي الجسد

الدفاعية علي النشاط الزائد عن طريق أدخال بعض السموم الي الجسد بجرعات مخففة .حصن نفسك ضد

المتاعب عن طريق مقابلة ومواجهة كل إحباط لاسبيل الي تجدنبه بمجرد أن يقع


يقول والت وايتمان :

اه بهجة المعاناة !

أن تناضل ضد قوي هائلة ! أن تلقي الأعداء بلا رهبة !

أن تكون معهم وحدك تماما ! أن تعرف إلي مدي تستطيع الاحتمال !

أن تواجه الخلاف ، والرعب ،والسجن ،وبغض الناس ،والموت وجها لوجه !

أن تصعد الي المشنقة ! أن تتقدم نحو فوهات البنادق برباطة جأش تامة وعدم مبالاة !

أن تكون أنسانا بحق !

_______
منقول من كتاب ( كيف تحتفظ بتوازنك في عالم مشوش )

Saturday, December 19, 2009

جواب ليكي ياماما




لو بصينا للكمبيوتر هنلاقي ، من المكونات الأساسية ليه (mother board ) أي اللوحة الأم .

وعندما نتحدث عن شركة من الشركات الكبري ، نقول مثلا أن الشركة الأم توجد في كندا .

تلاحظون معي لفظ الأم هنا ، بمعني النبع أو الأساس .

وأُمُّ كل شيء: أَصْلُه وعِمادُه؛ ....

ونقدر نطلق عليها المايسترو .... الدينامو .

المايسترو في المنزل ،،

والدينامو القادر أن يصنع اسرة سعيدة ، أو العكس زوج تعيس وأطفال
مشردين . هذا من صنع يديها .

وسوف أتطرق الي ركن هام جدا في اركان الحياة الأسرية . وهو الطبخ أو الغذاء .

تلك العملية الي تتولاها المرأه في أغلب الأحوال وفي جميع الطبقات .

ولكن أحيانا تشعر ألأم بواجب الطبخ وكأنه واجب ثقيل عليها ، وتسأل أسرتها في تثاقل (( أعملكم أيه النهارده )) وتضعهم في حيرة من أمرهم .


وأنا أريد أن أنبه الأمهات جميعا بعلو قدرهم وسمو مكانتهم فهم يلعبون دور هام جدا في حياة المجتمعات .

والجملة دي لم تبقي عالقة الأذهان ، من عام 1920 حتي الان أعتباطا علي لسان الشعر حافظ ابراهيم (( ألام مدرسة أذا أعددتها أعدت شعبا طيب الأعراق ))

نرجع لناحية الطبخ وهو ما أركز عليه هنا ،،

هل ايتها ألأم تحاولين أن تتعلمي طبخات جديدة ؟

هل تقرأين عن الغذاء وأهميته ؟

هل تعلمين أن أن الطعام الذى نأكله يمكن أن يكون له تأثيراته المباشرة على وظيفة الدماغ ؟

هل تعلمين أن ساندوتش البيض والجبنة والحلاوة لطفلك أثناء ذاهبة للمدرسة ممكن أن يكن سببا في خلق عبقري ؟!!

هل تحرصين يوميا علي شراء الخضروات والفاكهة طازجة ؟ ولا بتخزينها في التلاجة ؟

هل تعلمين فوائد الثوم ؟، هل تعلمين أن العين تأكل قبل الفم ؟

وأخيرا أيتها الأم لاتنسي أن وراء كل عظيم أمراه ،،

فلاتتخاذلي في دورك كزوجه وكأم ولاتجعلي من الطبخ والأكل واجب ثقيل .

فأن الطبخ متعة وفن وأخراج ،، كالفنان الذي يرسم لوحة جميلة .

فأحرصي علي أن أن تظهري لوحتك في أبهي أشكالها متضمنة الفيتامينات والبروتينات .

وأظهري شغلك وطلعي أحسن ما عندك .

وأعلمي أن ألانتاج الجميل الذي يكون من صنع اليد له نشوي وفرح ،، خصوصا عندما تسعدي به زوجك وولادك .